المذنبون.. حكاية فيلم أغضب السادات.. وتدخل مجلس النواب لوقفه

.. وتبرأ منه نجيب محفوظ..وندمت عليه سهير رمزي

فيلم المذنبون، عرض في مثل هذا اليوم 26 سبتمبر 1976،  بدار سينما ريفولي بالقاهرة عن قصة الأديب نجيب محفوظ، وكتب السيناريو ممدوح الليثي وأخرجه سعيد مرزوق ـ رحل 2014 ـ والمذنبون فيلم اجتمعت فيه جميع عناصر النجاح والجرأة الشديدة في عرض نماذج واقعية من المجتمع المصري في تلك الفترة، ولكن تعرض الفيلم لأزمة كبرى بسبب تصوير البطلة عارية مما جعل المؤلف نجيب محفوظ يتبرأ منه.

والمذنبون بطولة سهير رمزي، عادل أدهم، حسين فهمي، عماد حمدي، توفيق الدقن، كمال الشناوي، سمير صبري، سمير غانم، ماجدة الخطيب، زبيدة ثروت، عمر الحريرى،عبد المنعم إبراهيم، يوسف شعبان، عبد الوارث عسر وحياة قنديل.

تدور أحداث فيلم المذنبون حول جريمة قتل تكون ضحيتها الممثلة سناء كامل، وأجريت التحقيقات التي طالت كل من له صلة بالقتيلة، ابتداء من خطيبها الذي أبلغ عن وقوع الجريمة، وكذلك كافة الشخوص الذين كانت الممثلة سناء كامل على صلة بهم، حتى تصل التحقيقات كذلك إلى علاقاتها المتفرعة بعدة شخوص بارزين ونافذين في السلطة.

شرائح فاسدة فى المجتمع 

فيلم المذنبون عبارة عن ثلاثة أفلام مجتمعة تعالج فساد شرائح مختلفة ومتناقضة فى المجتمع، حيث يرصد الفيلم شخصيات متعددة  تقدم صورة واضحة لفئات مختلفة من مجتمع مصر بعد الانفتاح الاقتصادي، مثل شخصية ناظر المدرسة محدود الدخل الذي يلجأ لبيع الامتحانات، ومدير الجمعية الاستهلاكية الذي يبيع المواد الغذائية لأحد التجار خارج إطار القانون، والمنتج السينمائي العربي الذي يعمل في تهريب الذهب، والطبيب الذي يجري عمليات غير شرعية، ومدير إحدى شركات المقاولات العامة الذي يقدم تسهيلات غير قانونية للعملاء، ولص الخزائن، والجاني والمزور وغيرهم.

أجازت الرقابة على المصنفات فيلم المذنبون وبدأ عرضه في سينما ريفولى، وما هي الا يومين حتى قُدمت مديرة الرقابة اعتدال ممتاز ـ التي وافقت على عرضه ـ مع عشرة من موظفيها في حدث لأول مرة في تاريخ الرقابة على المصنفات الفنية إلى المحكمة التأديبية لإجازتها عرض الفيلم الذي رفع من السينما فيما بعد ومنع عرضه بأمر من الرئيس السادات لتضمنه مشاهد غير لائقة وكانت حجتها أن الدولة تشجع التعبير خاصة وان الرقابة وافقت قبل ذلك على عرض فيلم ” الكرنك” بما يحويه من مشاهد خادشة.

75 % مشاهد عرى 

أدينت مديرة الرقابة والموظفين بأحكام تأديبية حتى أن المديرة أقيلت من منصبها بقرار من الرئيس السادات، واتهم الفيلم  بالعمل على تشويه صورة المجتمع المصري ومنع الفيلم، لأن 75 % من مشاهده عرى و تخدش الحياء العام.

وزير الاعلام والثقافة يتدخل 

والقصة تبدأ بعد عرض الفيلم تلقى مجلس الشعب العديد من خطابات المصريين العاملين بالخارج تطالب بأخذ موقف من فيلم ” المذنبون ” لأنه يسئ لهم في البلاد التي يعملون بها، لما يحمله من تعرية لانحرافات المجتمع المصرى وفساد كثير من شرائحه،وأحال المجلس هذه الخطابات لوزير الإعلام والثقافة في ذلك الوقت الدكتور جمال العطيفى لإتخاذ اللازم، فقرر إيقاف عرض الفيلم وتحويل ملفه الرقابى بالكامل للنيابة الإدارية لمعاقبة جهاز الرقابة، ثم أصدر القرار رقم 220 لسنة 1976 بشأن تشديد القواعد الأساسية للرقابة على المصنفات الفنية وهو القرار الذي اعتبره السينمائيون جريمة في حق السينما المصرية، حيث كان أهم ما جاء في بنوده، منع جميع المشاهد والحركات والعبارات ذات الدلالة الإيحائية، منع مشاهد الرقص، عدم عرض جرائم الإنتقام والأخذ بالثأر، عدم عرض الانتحار، عدم عرض المشكلات الاجتماعية بطريقة تدعو إلى إشاعة اليأس في نفوس الجماهير.

تظلم المنتج والمخرج سعيد مرزوق فتم تشكيل لجنة فنية أمرت بحذف أغلب مشاهد العري، ولم يجاز عرضه إلا بعد الحذف بالرغم من اخلال الحذف بسياق الفيلم، ورغم ذلك عرضته السينما ولكن للكبار فقط، ورفض التليفزيون عرضه حتى الآن.

اتهام سهير رمزى 

واتهمت سهير رمزي في دعوى قضائية المخرج سعيد مرزوق بخداعها وتصويرها عارية في مشاهد فيلم المذنبون،وأنها لم تتعمد الظهور عارية ولم توافق على تصويرها كذلك، كما أنها نادمة على تمثيلها هذا الفيلم بالرغم من حصولها على جوائز عديدة، مشيرة إلى أنها كانت قد توقفت عن التصوير معترضة على بعض المشاهد الجريئة بسبب مشهد نومها على السرير مع احد الفنانين، مشيرة إلى أنها توقفت عن التصوير فترة، وبعدها اعتذر المخرج عن المشهد، وتم تصوير الفيلم بالرغم من ان القصة جيدة والإخراج عظيم لكن تقديمى للاعمال العارية الجريئة غلطة وندمانة عليها،

وأكدت: أنها لا تزال نادمة على دورها في فيلم “المذنبون” ولم تغير رأيها، خاصة وان هذا الفيلم تسبب في طلاقها، وعند عرضه لا ترغب أو تحب مشاهدته، معقبة: “أنا مش الشخصية دي وفيه أفلام كتير عملتها مبحبش اتفرج عليها وبزعل من نفسي لما يكون دور إغراء وعجب الناس”.

انسحاب من فيلم آخر 

وأضافت إن المخرج سعيد مرزوق سبق وحرر ضدها محضر في قسم الشرطة، لاعتراضها على تصوير مشهد بأحد الأفلام، كان يحتوى على إظهار جسدها كاملا بخاتم شعار الجمهورية، وتحول لدعوى قضائية وتنازلت عن استكمال التصوير، واستكملت الممثلة مديحة كامل تصوير الفيلم، بعد رفضها استكمال تصوير باقى المشاهد،  مشيرة إلى أن الفيلم لم يحقق نجاحا وتعرض لحملة انتقادات واسعة.

المصدر
غيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!